الصفحة 1الصفحة 2
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِسورة المدثر الآية رقم 31
وما جعلنا خزنة النار إلا من الملائكة الغلاظ, وما جعلنا ذلك العدد إلا اختبارا للذين كفروا بالله وليحصل اليقين للذين أعطوا الكتاب من اليهود والنصارى بأن ما جاء في القرآن عن خزنة جهنم إنما هو حق من الله تعالى, حيث, وافق ذلك كتبهم, ويزداد المؤمنون تصديقا بالله ورسوله وعملا بشرعه, ولا يشك في ذلك الذين أعطوا الكتاب من اليهود والنصارى ولا المؤمنون بالله ورسوله.
وليقول الذين في فلوبهم نفاق والكافرون: ما الذي أراده الله بهذا العدد المستغرب بمثل ذلك الذي ذكر يضل الله من أراد إضلاله, ويهدي من أراد هدايته, وما يعلم عدد ملائكة ربك الذين خلقهم إلا الله وحده.
وما النار إلا تذكرة وموعظة للناس.
كَلاَّ وَالْقَمَرِسورة المدثر الآية رقم 32
ليس الأمر كما ذكروا من التكذيب للرسول فيما جاء به, أقسم الله سبحانه بالقمر,
وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَسورة المدثر الآية رقم 33
وبالليل إذ ولى وذهب,
وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَسورة المدثر الآية رقم 34
وبالصبح إذا أضاء وانكشف.
إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِسورة المدثر الآية رقم 35
إن النار لإحدى العظائم.
نَذِيرًا لِّلْبَشَرِسورة المدثر الآية رقم 36
إنذارا وتخويفا للناس,
لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَسورة المدثر الآية رقم 37
لمن أراد منكم أن يتقرب إلى ربه بفعل الطاعات, أو يتأخر بفعل المعاصي.
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌسورة المدثر الآية رقم 38
كل نفس محبوسة بعملها, مرهونة عند الله بكسبها, ولا تفك حتى تؤدي ما عليها من الحقوق والعقوبات,
إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِسورة المدثر الآية رقم 39
إلا المسلمين المخلصين أصحاب اليمين الذين فكوا رقابهم بالطاعة,
فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَسورة المدثر الآية رقم 40
هم في جنات لا يدوك وصفها, يسأل بعضهم بعضا
عَنِ الْمُجْرِمِينَسورة المدثر الآية رقم 41
عن الكافرين الذين أجرموا في حق أنفسهم:
مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَسورة المدثر الآية رقم 42
ما الذي أدخلكم جهنم, وجعلكم تذوقون سعيرها؟
قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَسورة المدثر الآية رقم 43
قال المجرمون: لم نكن من المصلين في الدنيا,
وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَسورة المدثر الآية رقم 44
ولم نكن نتصدق ونحن الفقراء والمساكين,
وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَسورة المدثر الآية رقم 45
وكنا نتحدث بالباطل مع أهل الغواية والضلالة,
وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِسورة المدثر الآية رقم 46
وكنا نكذب بيوم الحساب والجزاء,
حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُسورة المدثر الآية رقم 47
حتى جاءنا الموت, ونحن في تلك الضلالات والمنكرات.
فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَسورة المدثر الآية رقم 48
فما تنفعهم شفاعة الشافعين جميعا من الملائكة والنبيين وغيرهم; لأن الشفاعة إنما تكون لمن ارتضاه الله, وأذن لشفيعه.
فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَسورة المدثر الآية رقم 49
فما لهؤلاء المشركين عن القرآن وما فيه من المواعظ منصرفين؟
كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌسورة المدثر الآية رقم 50
كأنهم حمر وحشية شديدة النفار,
فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍسورة المدثر الآية رقم 51
فرت من أسد كاسر.
بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَةًسورة المدثر الآية رقم 52
بل يطمع كل واحد من هؤلاء المشركين أن ينزل الله عليه كتابا من السماء منشورا, كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
كَلاَّ بَل لا يَخَافُونَ الآخِرَةَسورة المدثر الآية رقم 53
ليس الأمر كما زعموا, بل الحقيقة أنهم لا يخافون الآخرة, ولا يصدقون بالبعث والجزاء.
كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌسورة المدثر الآية رقم 54
حقا أن القرآن موعظة بليغة كافيه لاتعاظهم,
فَمَن شَاء ذَكَرَهُسورة المدثر الآية رقم 55
فمن أراد الاتعاظ اتعظ بما فيه وانتفع بهداه,
وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِسورة المدثر الآية رقم 56
وما يتعظون به إلا أن يشاء الله لهم الهدى.
هو سبحانه آمن لأن يتقي ويطاع, وأهل لأن يغفر لمن آمن به وأطاعه.
الصفحة 1الصفحة 2